ال : الطاقة الوحيدة في كيان الإنسان المعفوة عن الحدود والقيود هي طاقة

قال : الطاقة الوحيدة في كيان الإنسان المعفوة عن الحدود والقيود هي طاقة الروح وحدها إذ هي التي تملك الإتصال بما لا يدركه الحس والعقل وهي التي تتمتع وحدها بالإتصال بالخلود الأبدي والوجود الأزلي !! ، لأنها تملك الإتصال بالله ومعرفته !!! ..

وإن كنا نجهل كنه الروح وكنه الإتصال بالله !! ، وما أكثر ما نجهل كنهه وحقيقته ونحن نؤمن به وبوجوده اهـ . ص 158

وقال : مهمة العقيدة أن تطلق الروح وتخرجها من حجابها لكي ترى الله وتتصل به مباشرة وبدون واسطة !!!!! اهـ . ص 158

ويقول في موضع آخر الآتي : .. يكسبون من هذا الإتصال قوة تفوق قوى الأرض كلها !! ، لأنهم يستمدون قوتهم من قوة خالقهم !! ، فهم من الله وقوتهم من قوة الله !! اهـ . ص 155

وقال : هكذا يربي الله الإنسان حتى يدرك أن منه المنشأ وإليه المصير اهـ . ص 155

وقال : الروح هي تلك الطاقة الهائلة في كيان الإنسان والركن المهم فيه والعنصر الأساسي في تكوينه ، وهي التي يتم بطريقها اتصال الإنسان بربه وخالقه !! ، لأنها من روح الله التي أودعها قبضة من طين فصار إنسانا : ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) !! اهـ . ص 157

من ترون يقول هذا ؟! ، هل هو سيد قطب ؟!! ، بالتأكيد لا لأن سيد قطب على قول الجامية الجهلة ( صاحب وحدة وجود ) أما صاحب هذا القول فهو حلولي إتحادي والعياذ بالله ، وقوله هذا جارٍ على أصول الحلولية الإتحادية القائلين بقدم الروح !! ، وعلى أصل قول النصارى في ألوهية المسيح عليه السلام .

والمفاجأة على رأس الجامية الضلال هنا أن هذا هو قول شيخهم محمد أمان الجامي ، فهو صاحب هذا المعتقد الضال في حقيقة روح الإنسان ، ولذا تراه على أصله الفاسد هذا يهرطق بما نقلته سابقا عن حقيقة الروح وكيف يتم اتصالها بالله تعالى من غير واسطة !! ، وأنها تكتسب بذلك قوة تفوق قوة الأرض !! لأن تلك القوة من قوة الله تعالى !! ، وهذا عين قول الحلولية والإتحادية !! .

والذي صب هذه الخزعبلات في رأس هذا الجاهل ميل قلبه لعقيدة الصوفية أسلافه في حقيقة الروح والفلاسفة ، ولم ينهج طريقة السلف في فهم ذلك وعليه سرح الخيال وأتى بذاك الخبال !! .

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في كلامه على إضافة الروح وما شابه : هذه أعيان قائمة بأنفسها ، فإذا أضيفت إلى الله علم أنها إضافة ملك لا إضافة وصف !! ، بخلاف العبارة فإنها لا تقوم بنفسها كما لا يقوم المعنى بنفسه ، وهذا هو الأصل الفارق بين إضافة الصفات وإضافة المخلوقات .

وقالت الحلولية من النصارى !! ، وغلاة الشيعة ، والصوفية !! ومن اتبعهم ممن يقول بقدم الروح : إضافة الروح إلى الله كإضافة الكلام والقدرة ، والكلام والقدرة صفاته فكذلك الروح . وقالوا في قوله تعالى : ﴿ فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ﴾ دليل على أن روح العبد صفة لله قديمة !! .

وقالت النصارى : عيسى كلمة الله ، وكلام الله غير مخلوق ، فعيسى غير مخلوق ...

قال رحمه الله : وهذا مما اشتبه على كثير من الناس ، وقد تكلم فيه الأئمة كأحمد بن حنبل وغيره ، وتكلموا في إضافة الكلام والروح ومناظرة الجهمية والنصارى .

والأعيان التي خلقها الله قائمة بأنفسها ، وصفاتها القائمة بها تمتنع أن تكون صفات الله ، فإضافتها إليه تتضمن كونها مخلوقة مملوكة ، لكن أضيفت لنوع من الإختصاص المقتضي للإضافة لا لكونها صفة !! .. ، وروح بني آدم من هذا اهـ . ( مجموع الفتاوى 9/85 )

وقال تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى : جوابا على سؤال أورده في خبر الروح وهو : ما حقيقة هذه الإضافة ؟ فقد أخبر عن آدم أنه خلقه بيده ونفخ فيه من روحه ، فأضاف اليد والروح إليه إضافة واحدة .

فأجاب بقوله : هذه مسألة زل فيها عَالَم ، وضلت فيها طوائف من بني آدم ، وهدى الله أتباع رسوله فيها للحق المبين والصواب المستبين ، فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة .

هذا معلوم بالإضطرار من دين الرسل .. ، وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم وهم القرون المفضلة على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها وأنها مخلوقة ، حتى نبغت نابغة ممن قصر فهمه بالكتاب والسنة فزعم أنها قديمة غير مخلوقة واحتج بأنها من أمر الله وأمره غير مخلوق ، وبأن الله تعالى أضافها إليه كما أضاف إليه علمه وكتابه وقدرته وسمعه وبصره ويده .

وتوقف آخرون فقالوا : لا نقول مخلوقة ولا غير مخلوقة .

ونص على أن الحافظ أبي عبدالله بن منده صرح بأن القائل بقدمها كلامه يوافق قول جهم وأصحابه !! اهـ ( من كتاب الروح ) .

كما نقل رحمه الله على ما أورد في كتابه عن محمد بن نصر المروزي قوله : تأول صنف من الزنادقة وصنف من الروافض في روح آدم ما تأولته النصارى في روح عيسى ، وما تأوله قوم من أن الروح انفصل من ذات الله فصار في المؤمن اهـ .

كما نقل عن شيخه : أنها مخلوقة مبدعة بإتفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة . وقد حكى إجماع العلماء على أنها مخلوقة غير واحد من أئمة المسلمين مثل ( محمد بن نصر المروزي ) الذي هو من أعلم أهل زمانه بالإجماع والإختلاف .

وأكد ابن القيم في كتابه الروح على أن كبار الأئمة اشتد نكيرهم على من يقول ذلك في روح عيسى عليه السلام فكيف بروح غيره كما ذكره الإمام أحمد اهـ .

وعليه أقول وأختم هنا : أنه مما اتضح أن مذهب الجامي أمين في حقيقة الروح هو ما ذهب إليه الجهمية والنصارى وغلاة الصوفية والرافضة والزنادقة أنها قديمة أزلية ، مخالفا بذلك أقوال الأئمة المهتدين الذين سبق ونقل كلامهم في حقيقة روح آدم عليه السلام وأرواح ذريته .

وبناءً على هذا المعتقد قال الجامي ما قال آنفا ، وبما أن القوم أهل تحقيق وتدقيق كما زعموا وعليه صبوا على رأس الغير ما صبوا !! ، فها أنا أريهم النقد كيف يكون وأعرّفهم بمدى جهلهم بحقيقة شيخهم الجامي وأن له مما رموا خصومهم به نصيب أوفى وأعلى ، ما به آن الكشف عن أن حظهم بات غابراً عاثراً .

صور التوثيق : ( 1/ مغلف الكتاب 2/ عنوان الرسالة 3 ــ 4 ــ 5 أقوال الجامي حسب ما ورد في رسالته ) .











#2
02-10-03, 08:25 مساء