بوش على خطى ريغان قالها المهدي قبل أن يقولها بوش .

تناقلت بعض وسائل الإعلام خبرا مفاده أن الرئيس الأمريكي بوش إجتمع مع الرئيس الفرنسي قبل بدء الحرب على العراق لمحاولة إقناعه بالإشتراك بالحرب ، ومن ضمن حديثه معه وإلحاحه عليه ، أنه أكد له أن حرب تحرير العراق هي إرادة الله !! وأن قوى الشر ( يأجوج ومأجوج ) !! هم أهل العراق ، فما كان من الرئيس الفرنسي إلا أن تملكته الدهشة والإستغراب ، وبادر بعد ذلك بالإستنجاد بمستشاريه لتحليل ما طرحه بوش بخصوص يأجوج ومأجوج .

وخبر لقاء بوش هذا نشرته مجلة فرنسية تدعى ( le nouvel observateur ) في مقال لأحد كُـتّـابها ، تحدث فيه عن الطائفة الإنجيلية التي أصبحت تنتشر في العالم الإسلامي والعربي وبقوة !! ، وهذا نص مترجم منها يخص موضوع لقاء بوش وشيراك وحديثهما عن يأجوج ومأجوج :

في نهاية شتاء 2003 أي قبل بضعة أسابيع على الحرب ضد العراق، حاول جورج بوش للمرة الأخيرة استمالة الرئيس الفرنسي جاك شيراك بتقديم حجج لإقناعه بأن هذه القضية عادلة، وأن عملية “ تحرير العراق” هي إرادة من الله ولا أقل؟ وكانت كل براهينه على شكل ( دول متخلفة، خط الشر، وتكلم عن يأجوج ومأجوج ) بقي شيراك مندهشا أمام هذا التعبير الغريب، وبعد انتهاء اللقاء قام شيراك بدعوة أحد مستشاري الإليزيه على عجل لتفسير جملة و” يأجوج ومأجوج” وجاءت الإجابة عن طريق فيدرالية البروتستانت في فرنسا، فقيل للمستشار إنها نهاية العالم حسب رواية النبي “حزقيال”. ويأجوج ومأجوج سيأتون من بابل باتجاه فلسطين، حيث انهم يمثلون “قوى الشر”، وبابل التي تقف شامخة على مقربة من بغداد، رممها صدام حسين أهـ . *

هل تعلمون أن ما ذكر في كلام بوش الملعون هذا لصديقه شيراك عن يأجوج ومأجوج وتعيينه إياهم في العراق ، أخبر به المهدي عليه السلام منذ أكثر من خمس سنين !! وتحديدا عام 1999 ، وذلك في كتابه الكبير ( وجوب الإعتزال ) ، فلقد أشار عليه السلام إلى هذا الأمر ووضحه ، ورسم طريقه وما سينتهي إليه حسب نظرة رؤوس النصارى وحكامهم ، مرورا بريغان الهالك ، الذي حدد في وقت حكمه جنس يأجوج ومأجوج ( قوى الشر) وأنهم شعوب الإتحاد السوفيتي الشيوعي ، وإنتهاء ببوش الذي كان منه ما ذكر سابقا في هذا الخصوص ، وبين عليه السلام أن كل هذا التخبط منهم بسبب فهمهم المنكوس لنبوءة حزقيال وغيرها من النبوءات التي تخص آخر الزمان ، وذكر أن نهاية تخبطهم هذا سيستقر بهم على تحديد أرض العراق منبعا لخروج يأجوج وماجوج ( قوى الشر ) ، مكرا من الله بهم وتحقيقا لهذه النبوءة التي حقيقتها الإخبارعن أمريكا نفسها .

والآن اترككم مع هذا المقتطف الذي يخص هذا الموضوع ، نقلته لكم من كتاب ( وجوب الإعتزال ) ، قال المهدي عليه السلام :

ومن العجب هنا في انقلاب الأمور على النصارى ، أن زعيم أمريكا ريغان ، بدلاً من اعتقاد خروج مجد الله تعالى من مشرق الشمس صار ينتظر الأعداء ، أعداء اليهود وأمريكا أن يخرجوا من الشمال ، الشمال الذي هو مشرق الشمس على حسب كلام النبي إشعيا ، أرض العراق . قال ريغان : إن حزقيال يخبرنا أن يأجوج ومأجوج الأمة التي ستقود قوى الظلام الأخرى ضد إسرائيل سوف تأتي من الشمال … . ويقول : ما هي الأمم الأخـرى الموجودة إلى الشمال من إسرائيل ؟ لاشيء . لقد كان ذلك غير منطقي قبل الثورة الروسية عندما كانت روسيا دولة مسيحية . إلا أن لذلك معنى الآن وقد أصبحت روسيا شيوعية وملحدة الآن ، وقد وضعت روسيا نفسها ضد الله ، الآن تنطبق مواصفات يأجوج عليها تماماً !! أهـ .

ولا أدري ما المنطق الآن بعد عودة روسيا إلى المسيحية وأين ستكون من جديد هـذه القوى المعاديـة لإسرائيل . لا أعتقد أن عليهم إلا الاجتهاد مرة أخرى في تعيين أرض الشمال ليتجدد هذا العدو ، ولعل أتقياء ! أمريكا واليهود اهتدوا أخيراً ، إن كانوا على فهم هذا الأبله الذي لم يتمكن من الوقوف على تعيين الكتاب المقدس لأرض الشمال كما نص على هذا إرميا مع كل هذا الحماس الجارف لنبوءات الكتاب ، فعرفوا أخيراً أن الكتاب المقدس مصرحاً بأن العراق هي أرض الشمال ، هذا إن كانوا بالغباء مثل ريغان ، وأنا أستبعد ذلك ، وأرى أن من يقودهم في الحقيقة على وفق الكتاب دهاة شياطين الإنس .

وكلام حزقيال في ذكر الشمال لا يعارض ما ذكره إرميا أنها عند الفرات ، وذلك لتنكير حزقيال الشمال وتصريح إرميا بما يفيد التعيين ، فلا تعارض بينهما .

وأنا لا أشك أبداً أن هذا التعيين هو هدايتهم الجديدة التي الآن يسوقون إليها الأغبياء مـن اليهود والنصارى أمثال ريغان الرئيس . وكل ما جرى بعد سقوط الشيوعية في أرض العراق وما حولها مندرج تحت هذا الأصل ، وهو مايسمونه بـ( أهداف الله في الشرق الأوسط ) إنها خطة محكمة وسيناريو للرب !! .

قال برتسون : ريغان نما روحياً بشكل كبير وأدرك ما يجري في ضوء مسلسل النبوءات . لقد تملكني الشعور بأن ريغان يدرك تماماً أهداف الله في الشرق الأوسط ! .

ويبقى التنبيه هنا أيضاً على خطأ ريغان الثاني في التعيين وفهمه المعكوس لنبوءة حزقيال في أن المراد بذكر يأجوج ومأجوج الروس ، والصحيح أن المراد بذلك أمريكا ومن معها من اللفيف المجتمع لتحرير الكويت وطرد صدام العراق ، وقد أشار إلى خبرهم القرآن كما فصلت أمرهم في الفصل السابق ، وإضافة النبي حزقيال ذكرهم إلى أرض الشمال على اعتبار تجمعهم على أرض الشمال أرض العراق ، وهذه الجهة عرفت بالشمال من جهة المجد ! ومكان العهد ، الذي كما ذكرت اتفق على تعيين خروج المهدي منها كلام رسول الله محمد وإشعيا عليهما الصلاة والسلام .

وكلام النبي حزقيال صريح في دمار يأجوج ومأجوج في الأيام الأخيرة ، كما قال : وتصعد كسحابة تغشى الأرض . في الأيام الأخيرة يكون . وقال : في السنين الأخيرة تأتي إلى الأرض المستردة !! من السيف المجموعة من شعوب كثيرة !! .. وتصعد وتأتي كزوبعة وتكون تغشى الأرض أنت وكل جيوشك وشعوب كثيرون معك .

ولا مزيد على تعيين دانيال كما ذكرت سابقاً لحال هؤلاء ووصفه المتحقق في هذه القوة التي هي من أظهر علامات هذه المملكة المتنفذة والمتجبرة على جميع الممالك ، وهي لا تنطبق إلا على أمريكا التي سبقت إلى القمر كما بينت . فسبحان الله الذي قلب بصائرهم فجعلهم يطلبون الأعداء الذين أخبر عنهم الأنبياء ، وهم في الحقيقة لا يبحثون إلا عن أنفسهم وذكرهم ، وهم لا يشعرون ، فهم الأعداء لله ورسله ، ولن يحل الدمار إلا عليهم .

وهذا الرئيس الأمريكي الذي يزعم أن من طاعة الله خدمة بني إسرائيل هو مثال رديء على ما بلغه النصارى من جهل وضلال في إدراك الكتاب المقدس عندهم وحقيقة النبوءات ، والأمثلة على هذا كثيرة ، ومن أظهرها كلام دانيال في خبر أمريكا الصريح وعلامتها المميزة ، وتصريحه على أنها عدوة الله وأوليائه ، ومع هذا هم لا يدركون هذه الحقيقة الظاهرة بمنطوق كتابهم المقدس ، بل ثبت أنهم كانوا يسعون جاهدين لتحقيقها ما يدعو إلى الريبة في حقيقتهم !! .

ومن البراهين على بلادتهم وشدة غباوتهم وضلالهم أن حزقيال نفسه الذي يحتج بكلامه هذا الرئيس على ضلاله ، قد صرح في ذم إسرائيل وأخبر بسلبهم الملك والقوة فقال : وأنت أيه النجس الشرير رئيس إسرائيل الذي قد جاء يومه في زمان إثم النهاية !! . هكذا قال السيد الرب . إنزع العمامة إرفع التاج .. هذا أيضاً لا يكون حتى يأتي الذي له الحكم !! فأعطيه إياه .

وهل بعد هذا التصريح قول ، فقد نص هنا عليه السلام بذم رئيس إسرائيل ونزع الملك عنه في زمان إثم النهاية ، وهذا نص قاطع بخيبتهم آخر الزمان لا مباركتهم كما يعتقد ريغان وكفرة اليهود والنصارى اليوم عليهم لعائن الله تترى إلى يوم القيامة ، ومن ثم جهنم وبئس المصير .

ومن مفهوم هذا النص أيضاً يخرج ما فيه كذب أمريكا ومن دار بمدارها وتلطخ بعارها ، وذلك في أن الخلاص إنما يكون للضعفاء والمساجين وللذين يعذبون على يد تلك المملكة التي وصفها دانيال .

والناظر لواقع الحال اليوم على وفق كلام الأنبياء يجد بأن المضطهد والمقهور هم عباد الله تعالى أتباع نبينا عليه الصلاة والسلام ، وهم الذين وقع عليهم الجور والظلم ، حتى بلغ بأمريكا المتجبرة اليوم التي بلغت من القوة ما لم يبلغه أحد من قبلها ، أن تلقي في سجونها بعاجز عجوز وضرير كذلك لا حول ولا قوة له إلا بالله تعالى ، الذي لا يسمع دعاءه في آخر الليل وهو في جوف سجون أمريكا إلا الله تعالى ، فمن يرى دمعة عينه التي سلبها الله البصر وصبر على هذا لربه ، من يراها وهي تنساب على ذلك الخد ، إنه الله الذي قطع عند دانيال بالانتصار للقديسين عندما تحاربهم هذه المملكة المتجبرة ، والله غالب على أمـره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وما أشد عجبي من حال هذا الشيخ وأمريكا حين أسرته ، وكأنها بهذا الأسير تصيح على نفسها ، أنا الذي يأسر ويشرد ، أنا أمكر وأتجبر بنص الكتاب المقدس ! .

نعم هكذا هي الحقيقة واليوم هذه حال أمريكا وحلفائها مع عباد الله تعالى المستضعفين يشردون بهم ويتجبرون عليهم في كل مكان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل في أمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم ، لم يسمع ببلاء أشد منه حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة ) أهـ . (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جريدة الخليج الإماراتية 20/5/2004
(1) كتاب بيان وجوب الإعتزال 2/42