أمريكا الجنوبية، "مخبأ" لأساقفة الولايات المتحدة المحافظين

بوينوس أيريس ,12/2008 (آي بي إس) مارثيلا فالنتي : - تحولت ست دول في أمريكا الجنوبية إلي "مخبأ" لأساقفة الولايات المتحدة الأنجليكيين المحافظين، في تطور إضافي للأزمة الداخلية التي تجتازها الكنسية الأنجليكية العالمية التي يتبعها 77 مليون فردا في 160 دولة.

إنطلقت الأزمة إثر تبني قطاع من الكنائس الأنجليكية في كندا والولايات المتحدة، مواقفا إنفتاحية من زواج الأشخاص من نفس الجنس والقبول برجال الدين المخنثين، ما أثار إعتراض الأساقفة الأكثر تشددا ولجوءهم إلي أسقفيات مقربة من وجهات نظرهم في الأرجنتين، بوليفيا، تشيلي، باراغواي، بيرو، وأوروغواي.

فعقب غريغوريو فينابليس، كبير أساقفة "محافظة جنوب أمريكا"-- حسب تسمية جماعة الكنائس الأنجليكية للمنطقة التي تضم الست دول المذكورة -- قائلا "لا أحد يقول أننا علي وشك الطلاق فيما بيننا، لكنه عندما ينفصل زوج وزوجة، يجب الحسم في الإستمرار أو عدم الإستمرار، وهو ما لا يقدم عليه أحد" في الكنسية.

هذا ولقد إحتضن الأسقف فينابليس منذ العام الماضي أساقفة من أربع أبرشيات أبعدت عن جماعة الكنائيس أو الأسقفيات الأنجليكية في الولايات المتحدة. وشرح "كانت هناك رابطة بيننا، وبعد التحدث إلي أسقف كانتربيري، قررنا أن نعرض عليهم حماية الطواريء هذه، إلي حين يوجد يظهر شئ آخر أكثر أمننا... هيكل يحتويهم".

وكشف الأسقف في حديثه لوكالة انتر بريس سيرفيس، أن الكنيسة الأنجليكية في الولايات المتحدة رفعت سلسلة من القضايا بملايين الدولارات بما يشمل ممتلكات، ضد " العاصين" الذي تصادف أنهم من رجال الدين المحافظين، إضافة إلي حرمان الأساقفة المفصولين من بيوتهم ومعاشاتهم.

والمعروف أن الجماعة الأنجليكية العالمية تضم عددا من الكنائس ، تسمي أسقفيات أو أبرشيات في الولايات المتحدة وغيرها، وتشمل 38 "محافظة" مستقلة وإن كانت تقر بالرابطة بأسقف كانتربيري، مقر الكنسية الأنجليكية الأصلي حيث يقيم الزعيم الروحي للجماعة، وهو الأسقف روان وليامز حاليا.

وإستطرد الأسقف فينابليس، الإنجليزي الأصل والذي يقيم في أمريكا اللاتينية منذ 30 عاما، "المشكلة أنه ليس لدينا آليات لحل الأزمة... لا يوجد زعيما أو سلطة كالبابا (في الكنيسة الكاثوليكية) يمكنه حسم الأمور ... فأسقف كانتربيري هو الأول بين المتساويين ... لكننا أساقفة المحافظات نعمل كلنا بأسلوب مستقل ".

نشأت الكنيسة الأنجليكية في إنجلترا في الفرن السادس عشر، وإمتدت لأستراليا، كندا، الولايات المتحدة، نيو زيلاند، وأفريقيا الجنوبية، ثم حملت البعثات التبشيرية رسالتها إلي أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ولكن بدرجة أقل.

ويقدر عدد أتباع الكنسية الأنجليكية في نيجيريا بنحو 20 مليونا، ما يفوق عددهم في الدول الأنغلوساكسونية مجتمعة. ومع ذلك، يفتقر أساقفة الجنوب إلي القدرة علي إتخاذ القرار ، بالمقارنة بزملائهم في الدول الصناعية.

وأخيرا ، تبلورت أزمة الكنيسة الأنجليكية في عدة أحداث هذا العام، منها تغيب أكثر من 250 أسقف من أصل 850 ، عن المؤتمر الأنجليكي العالمي الذي ينعقد كل عشرة أعوام في أسقفية كانتيربيري ، فيما عقد "المنشقون" ، وأغلبهم من " محافظات " الجنوب ، مؤتمرهم الخاص بهم في مدينة القدس .