حمــــܔــودي الدراجـــܔـي المدير العام
الاوسمه : حقل خاص دراجي : عدد المساهمات : 507 نقاط : 2147533967 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/02/2011 العمر : 31 الموقع : https://darage.yoo7.com
الورقة الشخصية رمي تردد: عضو فعال رمي تردد: عضو فعال
| موضوع: مسألة القرآن كلام الله لنعيم بن حماد رحمه الله الجمعة مارس 18, 2011 7:20 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال الشيخ الإمام شيخ البخاري نعيم بن حماد رحمه الله تعالى :
من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيها ، وقد قال تعالى ﴿ ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير ﴾ فقوله ﴿ ليس كمثله شيئ ﴾ رد على المشبهة وقوله ﴿ وهو السميع البصير ﴾ رد على المعطلة ، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات ، فكما أن المؤمنين يقولون في ذات الله : لا تشبه الذوات ، فكذلك يقولون في صفات الله : لا تشبه الصفات .
وأما القرآن فهو صفة لله غير مخلوق ، منه بد وإليه يعود ، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة من هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، والله سبحانه وتعالى هو الذي تكلم به وسمعه جبرائيل من الله وبلغه جبرائيل إلى محمد ــ عليه الصلاة والسلام ــ وبلغه محمد صلى الله عليه وسلم إلى أمته ، فالكلام كلام الباري والصوت صوت القاري وهذا أمر مفهوم معقول عند من لم تغير فطرته التي فطره الله عليها كما يُقال ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) هذا كلام رسول الله وأما الصوت والنغمة والحركة فهو صوت المبلغ ونغمته وحركته وقد قال تعالى ﴿ كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ﴾ وقوله تعالى ﴿ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ﴾ وقوله تعالى ﴿ حم ، تنزيل من الرحمن الرحيم ﴾ وقوله ﴿ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ﴾ .
وأما قوله تعالى ﴿ إنه لقول رسول كريم ، ذي قوة عند ذي العرش مكين ﴾ الآية ، فقال العلماء رحمهم الله : أضاف سبحانه إلى جبرائيل إضافة تبليغ لأنه هو الذي بلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ردا على المشركين الذي يقولون : إنما تعلمه من بشر أو من البشر ، كما أضافه إلى محمد صلى الله عليه وسلم كآية الحاقة إضافة تبليغ لا إضافة إنشاء قال تعالى ﴿ إنه لقول رسول كريم ، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ، ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ، تنزيل من رب العالمين ﴾ فتارة يضيفه سبحانه إلى الرسول الملكي كما في سور ، وتارة يضيفه إلى الرسول البشري كما في الحاقة ، وأما الذي تكلم به ابتداء وإنشاء فهو الله سبحانه وتعالى .
واعلم أن صفة الكلام لله تعالى قديمة أزلية لا ابتداء لها كسائر صفات الله تعالى من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر وسائر الصفات ، لأنه تبارك وتعالى هو الأول فليس قبله شيئ بجميع صفاته لم تتجدد بوصفه كما يقوله بعض أهل الأهواء والبدع من الكرامية ومن سلك سبيلهم .
وأما أهل السنة والجماعة فمجمعون على ما ذكرنا من أن الله تعالى قديم بجميع صفاته ، الكلام وغيره ، قال الإمام أحمد رحمه الله في كتاب " الرد على الزنادقة والجهمية " : لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء ومتى شاء ولا نقول : إنه كان لا يتكلم حتى خلقه ، ولا نقول : إنه قد كان لا يعلم حتى خلق علما يعلم ، ولا نقول : إنه قد كان ولا قدرة حتى خلق لنفسه قدرة ، ولا نقول : إنه قد كان ولا نور له حتى خلق لنفسه نورا ، ولا نقول : إنه قد كان ولا عظمة حتى خلق لنفسه عظمة ، انتهى كلامه رحمه الله .
وهذا الذي قاله إمام السنة والجماعة هو الصواب الذي لا يجوز غيره ، والقرآن تكلم به سبحانه بمشيئته وقدرته ، وذلك أن أهل السنة والجماعة يثبتون الأفعال الإختيارية من الكلام وغيره من الصفات كما أنه سبحانه كلم موسى بمشيئته وقدرته ، ويكلم من شاء من خلقه بمشيئته وقدرته إذا شاء ومتى شاء بلا كيف والله أعلم . ا.هــ [ الدرر السنية ج 3 / 41 ، 17 ] . | |
|