ها هي تبدا

ها هي تبدأ ...
و يبدأ السباق ...وينطلق صهيل الروح في فضاء جديد ..
سنة أخرى ..و ندخل إلى التفاصيل ..وقد عبرنا خط الساعة الثانية عشر...إلى مواعيد جديدة و ...لقاءات جديدة و مغامرات جديدة ..
في هذه الساعات أين نعلق أبصارنا ..و لمن نشعل الشموع ..؟
من ذا الذي يحملنا بعينيه إلى مدى لا يطاله ..إلا الشغف ..
....شغف مشتاق أو عاشق أو محب ...
شغف حالم ..لا يتعب و لا يمل من الإبتسام ..
تجلس و حولك من يشتهي قلبك أن تراه صباحا و عشية و مساء و
تسأل الله أن يوقف الزمان عند أقدام الأحبة ..
تمشي الكواكب و الأكوان ..والزمان آخ لو أنه يتوقف ..و ينسى هذا المشهد لقرون ..
تحت العيون الحانية ...
إبتهالات و كأنك جمعتها من صوامع القديسين و أجراس الأديرة ..من فم ناسك يصلي ...في كوخ من ضياء ..
لمن تتلو صلاتك الحميمة ..و قلبك هذا الصغير يمتد و يمتد ليسع كل من تقع عليه ....عيناك ..
يحملك فرحك المخبئ..و أنت تتفرس وجوه من حولك ..لتشكر الأيام
لأنك هنا ..موجود معهم ..و تحبهم ..و تقول مخاطبا إياهم ..
أنتم حياتي التي تأخذ شكل شمعة و إبتسامة و صلاة ..تارة ..
..و شكل شجرة ..تعلق عليها كل شيء ..تارة أخرى ...
تطفئ الأنوار ...وتردد (أبانا الذي في السماء )...
..يا إلهي كم هي كريمة الدنيا...لأني هنا.
تتلو الصلاة ..و تحملك الصلاة إلى حلم عنيد فيك ..لا يرضى أن يرحل..حلم ولد معك ...و يعيش معك ...و يمضي إلى الأبدية معك ..
حلم يشبه إلى حد بعيد تلك النجمة التي رافقت المجوس ..
...يرافقك ....لكن إلى إكتشافك الصغيرأنت ..و إنتصارك الصغيرأنت ...
..يأخذك صمتك ..إلى من احببت أنت لتلبي شوقها..و حنينها..
يأخذك صمتك حيث تنام و تعيش و تضحك و تبكي ..و تطل عليك
..وتبتسم لك ..و تصلي لك ..
تغضب منك ..ثم تسامحك ..لا لشيء سوى لأنها طيبة ..و لأن الله ...محبة ..و لأنها تذهب حيث ريح الله ...تذهب .
تذهب هناك ..مع رعشة في النفس ..
..صبية بعمر الياسمين ..و دلع الياسمين ..
..و نقاء الياسمين ..

تفكر ...ماذا تهديها في السنة الجديدة ..
..أي شيء يملأ قلبها ..تلك التي تشكل قلبها من زهر اللوز ..
..و ورق البيلسان..؟
ما الذي ..يمكن أن تقدمه لعينيها ..و هي تختزن فيهما ..
..ماء عمرك كله ..و بحرك الذي تبحر فيه و لا تعود ..
..ماذا تضع في يديها ..و هي التي تنبت من بين أصابعها ..
الفصول ..و يولد ألف ربيع و ربيع ..
..و تنام أمنية ..؟
تأخذك اللحظة إلى وجوه ..ملأت زمانك ووقتك بالمودة و الحنو ..
ثم عبرت إلى اللامكان و اللا زمان دون أن تفهم أنت.. لما ...
..تبتلع سؤالك ..و تغمض ..لتفتح على أحبة قائمون..داخل الضلوع ..
تطفئ شمع السنة معهم ..تطقئ شمع العمر معهم ..
..تشعل شمع السنة الجديدة معهم ..
..تشعل شمع العمر معهم .....
و يا لها من عطية ...
سنة أخرى و الرو ح هي الروح ..
..القلب هو القلب ...
لا شيء تغير سوى أنك أصبحت منكسرا أكثر ..لأنك تحب أكثر ..
و لطالما كان المحب كسيرا..
و قلبك صار يتسع لأحبة أكثر ..و قبلتك التي تضعها على
أناملهم ...صارت حارّة أكثر ..
لاشيء تغير ..سوى بعض الشيب على مفرق هامتك ..غدا أكثر
..وعينا الحبيبة ..أغلى و أصفى ..و أحلى أكثر ..
و صلاتك ..أبعد ..و أحلامك ..معقولة أكثر ..
و إن كان ثمة وعد خبأته في روحك ..فهو مازال هو هو ..
..فقط ما عليك سوى أن تنفض عنه الغبار قليلا ..ثم تتابع ..
أن تضحك و تتابع ..
..أن تشكر من في السماء ...و تتابع ..
..أن تضم كل القطع إلى قلبك ..أحبتك في هذا العمر المثير ..
...و تتابع ..
و سيأتي صباح ..و قصة جديدة تكتب ..و تروى ..
..للقلوب..و العيون .. على ألواح من رمال زرقاءتكتب ..حيث يأتي الموج و يعود ..
و تبقى القصة كل سنة تروى
يأتي عام ..و يرحل عام ..
..و هي ماتزال تروى ...
صباح الخير أيتها السنة الجديدة ..صباح الورد.